الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

قوله تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً } وذلك أن جبريل عليه السلام صاح بهم ؛ وقد أشرنا إلى قصتهم في [ هُودٍ :61 ] { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } قال ابن عباس : هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع ، فما سقط من ذلك وداسته الغنم ، فهو الهشيم . وقد بينا معنى " الهشيم " في [ الْكَهْفِ :45 ] . وقال الزجاج : ما يبس من الورق وتكسر وتحطم ، والمعنى : كانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة بعد أن بلغ الغاية في الجفاف ، فهو يجمع ليوقد . وقرأ الحسن : { المُحتظر } بفتح الظاء ، وهو اسم الحظيرة ؛ والمعنى : كهشيم المكان الذي يُحتظر فيه الهشيم من الحطب . وقال سعيد بن جبير : هو التراب الذي يتناثر من الحيطان . وقال قتادة : كالعظام النخرة المحترقة . والمراد من جميع ذلك : أنهم بادوا وهلكوا حتى صاروا كالشيء المتحطم .