فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَتَوَلَّىٰ فِرۡعَوۡنُ فَجَمَعَ كَيۡدَهُۥ ثُمَّ أَتَىٰ} (60)

{ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى }

{ كيده } مكره ، وما يكاد به ، أو : ذوي كيده .

انصرف الطاغية إلى مقام تهيئة الأسباب المعارضة فحشد أسباب كيده ، وأدوات تخييله وحيله ، وأصحاب الكيد من مهرة سحرته ، ثم أتى الموعد ؛ وكانت مشورة الملأ من قوم فرعون أن { . . أرسل في المدائن حاشرين . يأتوك بكل ساحر عليم ){[2027]} ؛ هكذا حكى الكتاب الحق تواصى هؤلاء الخاطئين ، كما جاء في سورة كريمة أخرى : { قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين . يأتوك بكل سحار عليم . فجمع السحرة لميقات يوم معلوم . وقيل للناس هل أنتم مجتمعون . لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين . فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين . قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ){[2028]}


[2027]:سورة الأعراف. من الآية111؛ والآية 112.
[2028]:سورة الشعراء. الآيات: من 36 إلى 42.