فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ} (57)

{ قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى }

وكان من تكذيب فرعون لما جاءه من برهان بعث الله به موسى وهارون إليه وإلى قومه أن سمى ذلك سحرا ، واستعدى ملأه وقومه على موسى إذ زعم أن موسى لم يجيء لتخليص الإسرائيليين ، وإنما جاء لإخراج القبط من ديارهم وأموالهم ؛ وفي آيات كريمات أخر بين الكتاب المجيد أن فرعون اللعين بدأ باستعداء رؤساء القوم وكبرائهم : { قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم . يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون ){[2024]} ؛ [ حتى لا يتوجه إلى اتباعه أحد ، ويبالغوا في المدافعة والمخاصمة : إذ الإخراج من الوطن أخو القتل ، كما يرشد إلى ذلك قوله تعالى : { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم . . ){[2025]} ]{[2026]} .


[2024]:سورة الشعراء. الآيتان34، 35.
[2025]:سورة النساء. من الآية66.
[2026]:ما بين العلامتين [ ] من روح المعاني.