فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكَ مَوۡعِدٗا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَآ أَنتَ مَكَانٗا سُوٗى} (58)

{ فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى }

{ سوى } مستويا يتبين للناس ما فيه ، أو نصفا بيننا وبينك . { يوم الزينة } يوم عيد لهم يتزينون فيه .

ألمح فرعون في مقاله إلى أن ما جاء به موسى لا يعدو أن يكون تخييلا يمكن مقابلته بمثله ، وكأنما يريد أن يوثق ذلك بما هو كالقسم ، وأنه يملك آلات المغالبة طال الأمد أم قصر ، فليختر موسى إذن مكان وزمان لقاء المعارضة ، واشترط عدم الإخلاف ، ونفى أن يكون من جانبه هو رجعة عن هذا الموعد ؛ { مكانا سوى } قال ابن زيد : مكانا مستويا من الأرض لا وعر فيه ولا جبل ، ولا أكمة ولا مطمأن بحيث يستر الحاضرين فيه بعضهم عن بعض مكانا يتبين الواقفون فيه ، ولا يكون فيه ما يستر أحدا منهم ، ليرى كل ما يصدر منك ومن السحرة .