الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٞ} (40)

{ مُلِيمٌ } آت بما يلام عليه من كفره وعناده ، والجملة مع الواو حال من الضمير في فأخذناه .

فإن قلت : كيف وصف نبيّ الله يونس صلوات الله عليه بما وصف به فرعون في قوله تعالى : { فالتقمه الحوت وَهُوَ مُلِيمٌ } [ الصافات : 142 ] ؟ قلت : موجبات اللوم تختلف وعلى حسب اختلافهما تختلف مقادير اللوم ، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها ، وكذلك مقترف الصغيرة . ألا ترى إلى قوله تعالى { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } [ هود : 59 ] ، { وعصى ءادَمُ رَبَّهُ } [ طه : 121 ] لأنّ الكبيرة والصغيرة يجمعهما اسم العصيان ، كما يجمعهما اسم القبيح والسيئة .