اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٞ} (40)

قوله : «وَجَنودَهُ » يجوز أن يكون معطوفاً على مفعول «أَخَذْنَاهُ »{[52926]} وهو الظاهر ، وأن يكون مفعولاً معه . { فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليم } أغرقناهم في البَحْرِ .

قوله : «وَهُو مُلِيمٌ » جملة حالية ، فإِن كانت حالاً من مفعول «نَبَذْنَاهُمْ » فالواو لازمةٌ ؛ إذ ليس فيها ذكر يعود على صاحب الحال{[52927]} ، وإن كانت حالاً من مفعول «أَخَذْنَاهُ » فالواو ليست واجبة ؛ إِذ في الجملة ذكرٌ يعودُ عليه . وقد يقال : إنَّ الضمير في «نَبَذْنَاهُمْ » يعود على «فِرْعَوْنَ » وعلى «جُنُودِه » فصار في الحال ذكر يعود على بعض{[52928]} ما شَمِلَه الضمير الأول . وفيه نظر ، إذ يصير نظير قولك : جَاءَ السُّلْطَانُ وَجُنُودُهُ فأكرمتهم راكباً فَرَسَهُ ، فتجعل «راكباً » حَالاً من بعض ما اشتمل عليه ضمير «أكرمتهم »{[52929]} .

فصل

ومعنى «مليم » أي أَتَى بما يُلاَم عليه{[52930]} من دعوى الربوبيّة وتكذيب الرسول .


[52926]:وهو الهاء.
[52927]:وهو "هم" من نبذناهم.
[52928]:ففرعون مشتمل في فنبذناهم الجمع.
[52929]:ولا مانع من إجازة مثل هذا الأسلوب وإن كان نادرا.
[52930]:وهذا معناه اللغوي كما قال الزجاج والفراء في معانيهما. الأول في 5/56 والثاني في 3/87.