السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٞ} (40)

ولما وقعت التسلية بهذا للأولياء قال تعالى محذراً للأعداء : { فأخذناه } أي : أخذ غضب وقهر بعظمتنا وقوله تعالى : { وجنوده } يجوز أن يكون معطوفاً على مفعول أخذناه وهو الظاهر وأن يكون مفعولاً معه .

{ فنبذناهم } أي : طرحناهم طرح مستهين بهم كما تطرح الحصيات { في اليمّ } أي : البحر الذي هو أهل لأن يقصد بعد أن سلطنا الريح عليه فغرقته لما ضربه موسى عليه السلام بعصاه ونشفت أرضه وأيبست ما أبرزت فيه من الطرق لنجاة أوليائنا وهلاك أعدائنا { وهو } أي والحال أنّ فرعون { مليم } أي آت بما يلام عليه من تكذيب الرسول ودعوى الربوبية وغير ذلك .