الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٞ} (40)

قوله : { وَجُنُودَهُ } : يجوزُ أَنْ يكونَ معطوفاً على مفعول " أَخَذْناه " وهو الظاهرُ ، وأَنْ يكونَ مفعولاً معه .

قوله : { وَهُوَ مُلِيمٌ } جملةٌ حاليةٌ ، فإن كانت حالاً من مفعول " نَبَذْناهم " فالواوُ لازمةٌ إذ ليسَ فيها ذِكْرٌ يعودُ على صاحب الحال ، وإن كانت حالاً من مفعول " أَخَذْناه " فالواوُ ليسَتْ واجبةٍ ؛ إذ في الجملة ذِكْرٌ يعودُ عليه . وقد يُقال : إنَّ الضمير في " نَبَذْناهم " يعود على فرعون وعلى جنودِه ، فصار في الحال ذِكْرٌ يعودُ على بعض ما شَمَلَه الضميرُ الأول . وفيه نظرٌ ؛ إذ يصيرُ نظيرَ قولِك : " جاء السلطانُ وجنوده فأكرمتُهم راكباً فرسَه " فتجعل " راكباً " حالاً من بعضِ ما اشتمل عليه ضميرُ " أكرمتُهم " .