تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٖ} (54)

{ فتول عنهم } أي : فأعرض عنهم . وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم{[1310]} { فما أنت بملوم( 54 ) } في الحجة ؛ فقد أقمتها عليهم .


[1310]:قال ابن العربي: قوله:(فتولى عنهم) حرف مشكل لأنك تقول: توليت فلان وتوليت عن فلان بمعنيين متضادين، وتقول: ولني ظهرك ووليت فلانا ظهري وقولنا: تولى وزنه تفعل من ولى، وهو الولي من القرب، فإذا قلت: توليت فلانا تريد اتخذته قرينا أو وليا، وهو منه. وإن قلت: توليت عنه، كان معناه: اتخذت سواه ففي الآية أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أولياء سواهم، وهذا أمر بالإعراض عنهم، وذلك منسوخ بأمر بالإقبال بالقتال عليهم، لا بالإبلاغ، فإنه أبلغ فلم يقبل فأمر بالإعراض والصبر حتى أذن الله في قتالهم واستخراج الإقرار بالسيف منهم (الناسخ والمنسوخ2/12).