فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٖ} (54)

ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم فقال :

{ فتول عنهم } أي : أعرض عنهم وكف عن جدالهم ودعائهم إلى الحق ، فقد فعلت ما أمرك الله به وبلغت رسالته ، وكررت عليهم الدعوة فأبوا إلا الإصرار والعناد { فما أنت بملوم } عند الله على الإعراض بعد هذا الإنذار لأنك قد أديت ما عليك وما قصرت فيما أمرت به ، وبذلت المجهود في البلاغ ، وهذا منسوخ بآية السيف ، أو بقوله الآتي وذكر الآية قال ابن عباس : أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وسلم ،