محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٖ} (54)

{ فتول عنهم } أي أعرض عن مقابلتهم بالأسوأ ، كقوله تعالى :{[6785]} { ودع أذاهم } وقوله :{[6786]} { واهجرهم هجرا جميلا } . { فما أنت بملوم } أي في إعراضهم ، إذ لست عليهم بجبار ولا مسيطر ، وما عليك من حسابهم من شيء .

تنبيه :

قول بعض المفسرين هنا – { فتول عنهم } أي فأعرض عن مجادلتهم ، بعدما كررت عليهم الدعوة – بعيد عن المعنى بمراحل ، لأن مجادلتهم مما كان مأمورا بها على المدى ، لأنها العامل الأكبر لإظهار الحق ، كما قال تعالى :{[6787]} { وجاهدهم به جهادا كبيرا } .

وكذا قول البعض في قوله تعالى : { فما أنت بملوم } أي في إعراضك بعدما بلغت . فإنه مناف للأمر بالذكرى بعد . فالصواب ما ذكرناه في تفسير الآية ، لأنه المحاكي لنظائرها . وأقعد التفاسير ما كان بالأشباه والنظائر – كما قيل- : وخير ما فسرته بالوارد .


[6785]:[33 /الأحزاب/ 48].
[6786]:[83/المزمل/ 10].
[6787]:[25/ الفرقان/ 52].