{ فتول عنهم } أي أعرض عن مقابلتهم بالأسوأ ، كقوله تعالى :{[6785]} { ودع أذاهم } وقوله :{[6786]} { واهجرهم هجرا جميلا } . { فما أنت بملوم } أي في إعراضهم ، إذ لست عليهم بجبار ولا مسيطر ، وما عليك من حسابهم من شيء .
قول بعض المفسرين هنا – { فتول عنهم } أي فأعرض عن مجادلتهم ، بعدما كررت عليهم الدعوة – بعيد عن المعنى بمراحل ، لأن مجادلتهم مما كان مأمورا بها على المدى ، لأنها العامل الأكبر لإظهار الحق ، كما قال تعالى :{[6787]} { وجاهدهم به جهادا كبيرا } .
وكذا قول البعض في قوله تعالى : { فما أنت بملوم } أي في إعراضك بعدما بلغت . فإنه مناف للأمر بالذكرى بعد . فالصواب ما ذكرناه في تفسير الآية ، لأنه المحاكي لنظائرها . وأقعد التفاسير ما كان بالأشباه والنظائر – كما قيل- : وخير ما فسرته بالوارد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.