تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فإن للذين ظلموا } أشركوا { ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم } يعني : من مضى قبلهم من المشركين ، تفسير سعيد بن جبير : الذنوب : السجل . قال يحيى : والسجل : الدلو .

يحيى : عن تمام بن نجيح ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن غربا من جهنم وضع بالأرض لآذى حره ما بين المشرق والمغرب " {[1312]} قال تمام : والغرب : الدلو العظيم .

قال محمد : الذنوب في اللغة : الحظ والنصيب ، وأصله : الدلو العظيمة ، وكانوا يستقون فيكون لكل واحد ذنوب ، فجعل الذنوب مكان الحظ والنصيب ، قال أبو ذؤيب :

لعمرك والمنايا غالبات *** لكل بني أب منها ذنوب{[1313]}

قوله : { فلا يستعجلون( 59 ) } أي فلا يستعجلون بالعذاب لما كانوا يستعجلون به من العذاب استهزاء وتكذيبا .


[1312]:رواه الطبري في الأوسط (3681)، وكذا ابن عدي في الكامل (2/280) من طريق يحيى بن سلام به فذكره. وقال الهيثمي: وفيه تمام بن نجيح وهو ضعيف، وقد وثق رجاله أحسن حالا(المجمع1/387).
[1313]:البيت أورده ابن منظور في اللسان [ذنب].