تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ} (7)

{ فسنيسره لليسرى } قيل : نسهل عليه دخول اليسرى وهي الجنة ، وقد اختلفوا في سبب نزول الآية قيل : نزلت في أبي بكر ، وقيل : نزلت في رجل من الأنصار ، وقيل : هو عام في جميع من كان بهذه الصفة فمن قال : أنها نزلت في رجل من الأنصار يقال له : أبو الدحداح كان لجار له نخلة وكان يساقط منها في دار أبي الدحداح فشكا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بعنيها بنخلة في الجنة " فقال : لا ، فلما خرج لقيه الأنصاري أعني أبا الدحداح بنخلة له ، ثم باعها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنخل في الجنة ، فانطلق أبو الدحداح حتى أتى أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول :

هداك ربي سبيل الرشاد *** إلى سبيل الخير والسداد

بيني من الحائط بالأولاد *** فقد مضى قرصا إلى التناد

اقرضه الله على اعتماد *** بالطوع لا مَنّ ولا أنكاد

إلا رجاء الضعف في المعاد *** فارتحلي بالنفس والأولاد

قالت أم الدحداح : ربحت بيعتك بارك الله لك وفيك ، وأجابته وأنشدت تقول :

بشرك الله بخير وفرح *** مثلك أدّى ما لديه ونصح

ان لك الحظ إذا الحق وضح *** والعبد يسعى وله ما قد كدح

*** طول الليالي وعليه ما اجترح ***

ثم أقبلت على الصبيان تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم ، فذكر ان هذا الرجل طلع إلى أعلى الحائط ليطلع على نخله فتردى منها فذلك قوله تعالى : { وما يغني عنه ماله إذا تردّى } [ الليل : 11 ] .