فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ} (7)

{ فسنيسره لليسرى } أي فسنهيئه للخصلة التي هي حسنى وهي عمل الخير حتى يسهل عليه فعله ، والمعنى فسنيسر له الإنفاق في سبيل الخير والعمل بالطاعة لله ، والسين في الموضوعين للتسويف وهو من الله محقق ، وذكر القسطلاني أن هذه السين للتلطيف .

قال الشريف الصفوي مرادهم به ترقيق الكلام بمعنى أن لا يكون نصا في المقصود بل يكون محتملا لغير المقصود فهو كالشيء الرقيق الذي يمكن تغييره ويسهل ويقابله الكثيف بمعنى أن يكون نصا في المقصود لأنه لا يمكن تغييره ، وتبديله فهو كالشيء الكثيف الذي لا يمكن فيه ذلك .

فالمقصود ههنا أن التيسير حاصل في الحال لكن أتى بالسين الدالة على الاستقبال والتأخير لتلطيف الكلام وترقيقه باحتمال أن لا يكون التيسير حاصلا في الحال لنكات تقتضي ذلك والله أعلم .

قال الواحدي قال المفسرون : نزلت هذه الآيات في أبي بكر الصديق اشترى ستة نفر من المؤمنين كانوا في أيدي أهل مكة يعذبونهم في الله ، قال ابن عباس لليسرى للخير من الله ، وقال زيد بن أسلم للجنة .

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير قال " كان أبو بكر الصديق يعتق على الإسلام بمكة وكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه أي بني أراك تعتق ناسا ضعفاء فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك قال أي أبت إنما أريد ما عند الله ، قال فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه{[1716]} "


[1716]:رواه الواحدي في أسباب النزول 335.