الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ} (7)

وقال ابن عباس : -وهو مروي عن مجاهد أيضا- ( وصدق بالحسنى ) أي : وصدق بالخلف من الله جل وعز على نفقته في ذات الله {[76197]} .

وقال الضحاك : ( بالحسنى ) " بلا إله ‘لا الله " {[76198]} وروي ذلك ( أيضا ) {[76199]} عن ابن عباس {[76200]} وقاله [ أبو ] {[76201]} عبد الرحمن السلمي {[76202]} .

وقال قتادة : ( وصدق بالحسنى ) [ أي ] {[76203]} : بموعود {[76204]} الله جل وعز على نفقته {[76205]} ، فعمل {[76206]}/ لذلك الموعود الذي وعده الله .

وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم غربت فيه شمسه إلا [ وبجنبيها ] {[76207]} ملكان يناديان يسمعهما {[76208]} خلق الله كلهم إلا الثقلين – الجن والإنس- يقولان : اللهم عجل لمنفق {[76209]} خلفا ، وأعط لممسك تلفا . وأنزل الله جل وعز في ذلك من القرآن : ( فأما أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ) {[76210]} .

( وروى الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من صباح يصبح إلا وصارخ يصرخ : ايها الخلائق ، سبحوا القدوس {[76211]} .

وروى أبو ذر ) {[76212]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا والله فيها صدقة يمن بها على من يشاء من عباده . وما من الله على عباده {[76213]} بمثل أن يلهمه ذكره {[76214]} .

وروي أنه ما من يوم إلا وهو ينادي : أنا يوم جديد ، وأنا عليكم شهيد ( ابن آدم ) {[76215]} ، إني لن {[76216]} [ أمر بك ] {[76217]} أبدا ، فاتق {[76218]} الله واعمل فيه خيرا ، فإذا هو أمسى قال : اللهم لا تردني إلى الدنيا أبدا {[76219]} .

وروي أن هذه الآية ( نزلت ) {[76220]} في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، روي عن عامر {[76221]} بن عبد الله بن الزبير قال ( كان ) {[76222]} أبو بكر ( الصديق رضي الله عنه ) {[76223]} يعتق {[76224]} على الإسلام بمكة ، فكان يعتق عجائز {[76225]} ونساء إذا أسلمن ، فقال له أبوه : أي بني ، أراك تعتق أناسا ضعفاء ، ولو أنك أعتقت رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك ؟ فقال : إني أريد ما عند الله .

قال : فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه : ( فأما من أعطى واتقى ) الآية {[76226]} .

وروى محمد بن إسحاق أن أبا بكر رضي الله عنه اشترى تسعة {[76227]} كانوا في أيدي المشركين ، فأعتقهم لله {[76228]} جل وعز . فأنزل الله : فأما من [ أعطى ] {[76229]} . . . الآية {[76230]} .

و( معنى ) {[76231]} ( لليسرى ) : للحال اليسرى ، أو [ الخلة ] {[76232]} اليسرى ، وهي {[76233]} العمل بما يرضاها الله {[76234]} .


[76197]:- انظر المصدر السابق30/219-220 وأخرجه عن عكرمة أيضا.
[76198]:- انظر المصدر السابق وتفسير ابن كثير4/553.
[76199]:- ساقط من أ.
[76200]:-انظر المصدرين السابقين.
[76201]:- م:ابن.
[76202]:- ث: المالي. وهو تصحيف. انظر المصدرين السابقين. أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي الضرير, مقرئ الكوفة, ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي وعنه عاصم وعطاء ت: 105هـ, انظر صفة الصفوة 3/58 والغاية لابن الجزري 1/413.
[76203]:-ساقط من أ.
[76204]:- ث: بموعد.
[76205]:- انظر: جامع البيان30/219-220, وتفسير ابن كثير 4/553.
[76206]:- أ, فعيل.
[76207]:- م: بجنيبها, أ: بجنبها. والترجيح من جامع البيان30/211. والجنب هو الشق من الإنسان وغيره ومثله الجنبة- بفتح النون- والجانب, انظر اللسان:(جنب). غير أن ابن حجر في الفتح3/305 نقل هذه الرواية عن الطبري بلظ" بجنبتيها" قال:" والجنبة- بسكون النون-الناحية". وقال ابن الأثير في النهاية1/303:" جنبة الوادي: جانبه وناحيته, وهي بفتح النون, والجنبة- بسكون النون-الناحية".
[76208]:- في جامع البيان 30/221" يسمعه".
[76209]:أ, ث:اعط منفقا. وكذا في جامع البيان 30/221.
[76210]:ث: ليسرى. وهذا الحديث أخرجه الطبري في جامع البيان0/221 عن أبي الدرداء باختلاف يسير جدا في اللفظ. وقوله" الجن والإنس"ليس في أصل الحديث, وإنما هو تفسير من مكي لمعنى الثقلين. وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي حاتم. انظر تفسير ابن كثير 4/555, وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما من يوم يصبح العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا:, أخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب قول الله تعالى:( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى)ح:1442. وانظر مصابيح 2/239, والفتح 3/304.
[76211]:- انظر: جامع البيان30/21 والفردوس 4/51 والمطالب 3/256.
[76212]:- ساقط من أ.
[76213]:- أ: عبد.
[76214]:- لم أقف على هذا الحديث.
[76215]:- ساقط من أ.
[76216]:- ث: لمن.
[76217]:-م: أمر ربك. أ: أمر عليكم.
[76218]:- أ: فاتقوا.
[76219]:- انظر الفردوس 4/51 وكنز العمال 15/795-796.
[76220]:- ساقط من أ.
[76221]:- ث: ابن عامر. والذي في المتن هو ابن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو الحارث المدني, روى عن أبيه وأنس وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري وعمر بن دينار, وكان ثقة. (توفي حوالي 125هـ). انظر تهذيب التهذيب5/74.
[76222]:- ساقط من أ
[76223]:- ساقط من أ.
[76224]:- أ: يعين.
[76225]:-أ: عجاهن.
[76226]:- انظر السيرة لابن إسحاق:171 والسيرة لابن هشام 1/341.
[76227]:- أ: اناسا تسعة.
[76228]:- أ: الله.
[76229]:- زيادة من أ, ث.
[76230]:- الذي في السيرة لابن إسحاق ص170-171 أنهم كانوا سبعة: وانظر السيرة لابن هشام: 1/340.
[76231]:- ساقط من أ.
[76232]:- م: الحللة (كذا). والخلة بالنصب- كالخصلة- يقال: فلان فيه خلة صالحة وخلة سيئة, والجمع خلال. انظر اللسان(خلل) وهذه الكلمة في المتن يفسرها ما قبلها وما بعدها.
[76233]:- ث: وهو.
[76234]:- انظر: جامع البيان30/221.