وقال ابن عباس : -وهو مروي عن مجاهد أيضا- ( وصدق بالحسنى ) أي : وصدق بالخلف من الله جل وعز على نفقته في ذات الله {[76197]} .
وقال الضحاك : ( بالحسنى ) " بلا إله ‘لا الله " {[76198]} وروي ذلك ( أيضا ) {[76199]} عن ابن عباس {[76200]} وقاله [ أبو ] {[76201]} عبد الرحمن السلمي {[76202]} .
وقال قتادة : ( وصدق بالحسنى ) [ أي ] {[76203]} : بموعود {[76204]} الله جل وعز على نفقته {[76205]} ، فعمل {[76206]}/ لذلك الموعود الذي وعده الله .
وروى أبو الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم غربت فيه شمسه إلا [ وبجنبيها ] {[76207]} ملكان يناديان يسمعهما {[76208]} خلق الله كلهم إلا الثقلين – الجن والإنس- يقولان : اللهم عجل لمنفق {[76209]} خلفا ، وأعط لممسك تلفا . وأنزل الله جل وعز في ذلك من القرآن : ( فأما أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ) {[76210]} .
( وروى الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من صباح يصبح إلا وصارخ يصرخ : ايها الخلائق ، سبحوا القدوس {[76211]} .
وروى أبو ذر ) {[76212]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا والله فيها صدقة يمن بها على من يشاء من عباده . وما من الله على عباده {[76213]} بمثل أن يلهمه ذكره {[76214]} .
وروي أنه ما من يوم إلا وهو ينادي : أنا يوم جديد ، وأنا عليكم شهيد ( ابن آدم ) {[76215]} ، إني لن {[76216]} [ أمر بك ] {[76217]} أبدا ، فاتق {[76218]} الله واعمل فيه خيرا ، فإذا هو أمسى قال : اللهم لا تردني إلى الدنيا أبدا {[76219]} .
وروي أن هذه الآية ( نزلت ) {[76220]} في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، روي عن عامر {[76221]} بن عبد الله بن الزبير قال ( كان ) {[76222]} أبو بكر ( الصديق رضي الله عنه ) {[76223]} يعتق {[76224]} على الإسلام بمكة ، فكان يعتق عجائز {[76225]} ونساء إذا أسلمن ، فقال له أبوه : أي بني ، أراك تعتق أناسا ضعفاء ، ولو أنك أعتقت رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك ؟ فقال : إني أريد ما عند الله .
قال : فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية نزلت فيه : ( فأما من أعطى واتقى ) الآية {[76226]} .
وروى محمد بن إسحاق أن أبا بكر رضي الله عنه اشترى تسعة {[76227]} كانوا في أيدي المشركين ، فأعتقهم لله {[76228]} جل وعز . فأنزل الله : فأما من [ أعطى ] {[76229]} . . . الآية {[76230]} .
و( معنى ) {[76231]} ( لليسرى ) : للحال اليسرى ، أو [ الخلة ] {[76232]} اليسرى ، وهي {[76233]} العمل بما يرضاها الله {[76234]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.