اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَمَن تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (82)

قوله : { فَمَنْ تَوَلَّى } يجوز أن تكون " مَنْ " شرطية ، فالفاء - في " فَأولَئِكَ " جوابها . والفعل الماضي ينقلب مستقبلاً في الشرط . وأن تكون موصولةً ، ودخلت الفاء لشبه المبتدأ باسم الشرطِ ، فالفعل بعدها على الأول - في محل جزم ، وعلى الثاني لا محل له ؛ لكونه صلة ، وأما " فأولئك " ففي محل جزم أيضاً- على الأول ، ورفع الثاني ، لوقوعه خبراً و " هم " يجوز أن يكون فَصْلاً ، وأن يكون مبتدأ .

ومعنى الآية : من أعرض عن الإيمان بهذا الرسولِ ، وبنصرته ، والإقرار له { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } الخارجون عن الإيمان .