روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخۡلُقُ بَنَاتٖ وَأَصۡفَىٰكُم بِٱلۡبَنِينَ} (16)

{ أَمِ اتخذ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } { أَمْ } مقطعة وما فيها من معنى بل للانتقال والهمزة للإنكار والتعجيب من شأنهم ، وقوله تعالى : { وأصفاكم بالبنين } إما عطف على { اتخذ } داخل في حكم الإنكار والتعجيب أو حال من فاعله بإضمار قد أو بدونه ، والالتفات إلى خطابهم لتشديد الإنكار أي بل اتخذ سبحانه من خلقه أخس الصنفين واختار لكم أفضلهما على معنى هبوا أن إضافة اتخاذ الولد إليه سبحانه جائزة فرضاً أما تفطنتم لما ارتكبتم من الشطط في القسمة وقبح ما ادعيتم من أنه سبحانه آثركم على نفسه بخير الجزئين وأعلاهما وترك له جل شأنه شرهما وأدناهما فما أنتم إلا في غاية الجهل والحماقة ، وتنكير بنات وتعريف البنين لقرينة ما اعتبر فيهما من الحقارة والفخامة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخۡلُقُ بَنَاتٖ وَأَصۡفَىٰكُم بِٱلۡبَنِينَ} (16)

قوله : { أم اتخذ ممّا يخلق بنات وأصفاكم بالبنين } { أم } المنقطعة بمعنى بل والهمزة . وتقديره : بل أأتخذ مما يخلق بنات . ولا يجوز أن يكون بمعنى بل وحدها{[4130]} والاستفهام للإنكار والتوبيخ . والمعنى : أأتخذ ربكم لنفسه البنات واختصكم أنتم بالبنين فجعل بذلك لنفسه ما تكرهون ، ولكم أنتم ما تحبون ، كقوله تعالى : { ألكم الذكر وله الأنثى 21 تلك إذا قسمة ضيزى } وذلك تعجيب من إضافتهم البنات إلى الله وهن مكروهات لديهم .


[4130]:)، 8 (البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 353.