قوله : { أَمِ اتخذ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ } هذا استفهام توبيخ وإنكار ، يقول اتخذ رَبُّكُمْ لِنَفْسِهِ البَنَاتِ و«أصْفَاكُمْ » أخلَصكم بالبَنين يقال : أصْفَيْتُ فُلاَناً أي آثَرْتُهُ به إيثَاراً حصل له على سبيل الصفاء من غير أن يكون فيه مشارك ، كقوله : { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بالبنين }{[49684]} [ الإسراء : 40 ] فقوله : «وأصْفَاكُمْ » يجوز أن يكون داخلاً في حيز الإنكار معطوفاً على «اتَّخَذَ » ، ويجوز أن يكون حالاً ، أي أَمِ اتَّخَذَ في هذه الحالة{[49685]} . و«قد » مقدرة{[49686]} عن الجُمْهُورِ .
واعلم أن الله تعالى رَتَّبَ هذه المناظر على أحسن الوجوه ، وذلك لأنه بين أن إثبات الولد لله محال ، وبتقدير أن ثبت الولد فجعله بنْتاً محالٌ أيضاً .
أما بيان أن إثباتَ الولد لله محال ؛ فلأن الوَلَدَ لا بدّ وأن يكون جُزْءاً من الوَالِدِ ، ولَمَّا{[49687]} كان له جزء كان مركباً ، وكل مركب ممكن وأيضاً ما كان كذلك ، فإنه يقبل الاتِّصالَ والانْفِصَالَ والاجْتَمَاعَ والافْتِرَاقَ وما كان كذلك فهو مُحْدَث عبد ، فلا يكون إلهاً قديماً أزليًّا{[49688]} .
وأما المقام الثاني وهو أن يكون لله ولد فإنه يمتنع أن يكون بنتاً ، لأن الابن أفضلُ من البنت فلو اتخذ لنفسه النبات وأعطى البنينَ لعباده لزم أن يكون حال العبد أفضل وأكمل من حال الله ، وذلك مدفوع ببديهة العقل{[49689]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.