الآية 16 وقوله تعالى : { أم اتخذ مما يخلُق بناتٍ وأصفاكم بالبنين } هو على الإضمار ، كأنه يقول : أم يقولون : اتخذ مما يخلُق بنات لنفسه { وأصفاكم بالبنين } وهو ما ذكر في آية أخرى : { ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب } [ النحل : 62 ] .
ثم قوله تعالى : { أم اتخذ } أي قالوا : بل اتخذ { مما يخلُق بنات } .
يذكر في هذه الآيات سَفه أهل مكة وشدة تعنّتهم لأنهم قوم لا يؤمنون بالرسل وما ذكروا من اتخاذ الولد وما ادّعوا بأن الملائكة بنات الله وما أقرّوا حين سُئلوا : من خلق /496-أ/ السماوات والأرض ؟ أن الله ، هو خالق ذلك كله مما لا سبيل إلى معرفة ما قالوا ، وادّعوا إلا بالرسل ، وهم يُنكرون الرسل . فكيف ادّعوا ما ادّعوا ؟ وهم يُنكرون خبرهم لأن من ادّعى ولد الغائب ، لا يُعلمه إلا بخبر صادق . وكذلك معرفة الملائكة إنما هو بخبر يأتيهم . ثم هم ينكرون الأخبار والرسل ، فيتناقض دعواهم ، ويضمحلّ ، على ما ذكرنا{[18895]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.