روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (28)

{ وَجَعَلَهَا } الضمير المرفوع المستتر لإبراهيم عليه السلام أو لله عز وجل والضمير المنصوب لكلمة التوحيد أعني لا إله إلا الله كما روى عن قتادة . ومجاهد . والسدي ويشعر بها قوله : { إِنَّنِى بَرَاء مّمَّا تَعْبُدُونَ } [ الزخرف : 26 ] الخ ، وجوز أن يعود على هذا القول نفسه وهو أيضاً كلمة لغة { كَلِمَةً باقية فِى عَقِبِهِ } في ذريته عليه السلام فلا يزال فيهم من يوحد الله تعالى ويدعو إلى توحيده عز وجل .

وقرأ حميد بن قيس { كَلِمَةَ } بكسر الكاف وسكون اللام وهي لغة فيها ، وقرىء { فِى عَقِبِهِ } بسكون القاف تخفيفاً و { فِى } أي من عقبه أي خلفه ومنه تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بالعاقب لأنه آخر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

{ ءاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } تعليل للجعل أي جعلها باقية في عقبه كي يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحد أو بسبب بقائها فهيم ، والضميران للعقب وهو بمعنى الجمع ، والأكثرون على أن الكلام بتقدير مضاف أي لعل مشركيهم أو الإسناد من إسناد ما للبعض إلى الكل وأولوا لعل بناء على أن الترجي من الله سبحانه وهو لا يصح في حقه تعالى أو منه عليه السلام لكنه من الأنبياء في حكم المتحقق ويجوز ترك التأويل كما لا يخفى بل هو الأظهر إذا كان ذاك من إبراهيم عليه السلام .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (28)

قوله : { وجعلها كلمة باقية في عقبه } الضمير في قوله : { وجعلها } عائد على قوله : { إلاّ الّذي فطرني } وتعني التوحيد . يعني وجعل كلمة التوحيد { باقية في عقبه } وهم ذريته . وفاعل قوله : { وجعلها } عائد إلى الله عز وجل ، أي وجعل الله كلمة التوحيد باقية في عقب إبراهيم وهم ولده وولد ولده . والمراد بالكلمة ههنا : توحيد الله جل وعلا ، أو شهادة لا إله إلا الله . وقيل : المراد بالكلمة الإسلام . وقيل : النبوة ، فلم تزل باقية في ذرية إبراهيم . والمعنى : أن مقالة الحق والتوحيد وإفراد الله بالعبادة والإلهية دون غيره من الأنداد ، باقية في عقب إبراهيم وهم خلفه من بعده ، فقد توارثوا البراءة من عبادة غير الله وأوصى بعضهم بعضا بذلك .

قوله : { لعلّهم يرجعون } أي يرجعون إلى طاعة الله وعبادته وحده ويتبرأون من الشرك واتخاذ الآلهة والأنداد .