اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (28)

قوله : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً } الضمير المرفوع لإبراهيم وهو الظاهر ، أو الله والضمير المنصوب لكلمة التوحيد المفهومة من قوله : «إنَّنِي بَرَاءٌ » إلى آخره ، أو لأنها بمنزلة الكلمة ، فعاد الضمير على ذلك اللفظ لأجل المعنى به . وقر حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ : كِلْمَةً بكسر الكاف وسكون اللام{[49773]} . وقرئ : فِي عَقْبِهِ بسكون القاف{[49774]} . وقرئ : فِي عَاقِبِهِ{[49775]} أي وَرَائِهِ ، والمعنى أن هذه الكلمة كلمة باقيةٌ في عقبة أي في ذريته . قال قتادة : لا يزال في ذريته مَن يَعْبُدُ اللهَ ويُوَحِّدُهُ . قال القُرَظِيُّ{[49776]} : يعني وجعل وصية إبراهيم التي وصى بها بنيه باقية في ذريته . وهو قوله تعالى عز وجل : { ووصى بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ } [ البقرة : 132 ] . قال ابن زيد : يعني قوله : «أَسْلَمْتُ لِرَبِ العَالَمِينَ » وقرأ : { هُوَ سَمَّاكُمُ المسلمين مِن قَبْلُ }{[49777]} [ الحج : 78 ] { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين ويرجعون عما هم عليه إلى دين إبراهيم قال السدي : لعلهم يتوبون ويرجعون إلى طاعة الله عز وجل .


[49773]:شاذة غير متواترة انظر مختصر ابن خالويه 135.
[49774]:انظر البحر 8/12 والكشاف 3/485 ونسبها صاحب الشواذ إلى إسحاق 217.
[49775]:نسبها المرجع السابق إلى قتادة.
[49776]:تصحيح عن النسختين ففيهما القرطبي وليس هو.
[49777]:انظر هذه المعاني في القرطبي 16/77.