إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِيَةٗ فِي عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (28)

{ وَجَعَلَهَا } أي جعلَ إبراهيمُ كلمةَ التوحيدِ التي ما تكلمَ به عبارةٌ عنْهَا { كَلِمَةً باقية فِي عَقِبِهِ } أي في ذريتِه حيثُ وصَّاهُم بها كما نطقَ به قولُه تعالى : { ووصى بِهَا إبراهيم بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ } [ سورة البقرة ، الآية 132 ] الآيةَ فلا يزالُ فيهم مَن يوحدُ الله تعالى ويدعُو إلى توحيدِه . وقُرئ كِلْمةً وفي عقْبهِ على التخفيفِ { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } علةٌ للجعلِ أي جعلَها باقةً في عقبهِ رجاءَ أنْ يرجعَ إليها من أشركَ منهم بدعاءِ الموحدِ