ثم قال تعالى : { وجعلنا كلمة باقية في عقبه } .
قال قتادة : الكلمة هي شهادة ألا إله إلا الله ، لم يزل في ذريته من يقولها من بعده ، وقاله السدي{[61387]} ، وقال ابن زيد : الكلمة : الإسلام ، وهو{[61388]} قوله : { أسلمت لرب العالمين }{[61389]} .
وقال : { هو سماكم المسلمين من قبل }{[61390]} ، وقال : { واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة }{[61391]} .
والضمير في قوله : { وجعلها }{[61392]} عائد على قوله : { إلا الذي فطرني } وضمير{[61393]} الفاعل يعود على الله جل ذكره ، أي : وجعلها الله سبحانه كلمة باقية في عقب إبراهيم{[61394]} ، فلا يزال من ولد إبراهيم{[61395]} من يوحد{[61396]} الله{[61397]} .
وقيل : الضمير المرفوع يعود على إبراهيم ، أي : وجعل إبراهيم الكلمة باقية في عقبه{[61398]} ، أي : عرفهم التوحيد والبراءة من كل معبود سوى الله وأوصاهم{[61399]} به ، وهو قوله : { وأوصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب . . . } الآية{[61400]} . فتوارثوا ذلك فلا يزال من ذريته موحد لله{[61401]} .
ويقال عَقِبُ وعقب ، بمعنى واحد{[61402]} . والعَقِبُ هنا : الولد في قول مجاهد .
وقال ابن عباس : العقب هنا من يأتي{[61403]} بعده{[61404]} .
وقال السدي : في عقب إبراهيم : آل{[61405]} محمد صلى الله عليه وسلم{[61406]} .
وقال ابن شهاب : العقب : ( الولد ، وولد الولد ){[61407]} .
وقال ابن زيد : ( عقبه : ذريته ){[61408]} .
وقوله : { لعلهم يرجعون } معناه يرجعون إلى طاعة ربهم ويتوبون إليه .
{ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون } أي : قال لهم ذلك لعلهم يتوبون عن عبادة غير الله . ففي الكلام تقديم وتأخير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.