روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

{ فاستخف قَوْمَهُ } فطلب منهم الخفة في مطاوعته على أن السين للطلب على حقيقتها ، ومعنى الخفة السرعة لإجابته ومتابعته كما يقال هم خفوف إذا دعوا وهو مجاز مشهور وقال ابن الأعرابي استخف أحلامهم أي وجدهم خفيفة أحلامهم أي قليلة عقولهم فصيغة الاستفعال للوجدان كالأفعال كما يقال أحمدته وجدته محموداً وفي نسبته ذلك للقوم تجوز { فَأَطَاعُوهُ } فيما أمرهم به { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين } فلذلك سارعوا إلى طاعة ذلك الفاسق الغوي .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

قوله : { فاستخفّ قومه فأطاعوه } أي حملهم فرعون بكيده وغروره وطغيانه على السفه والخفة والجهل فاستجابوا له . وقيل : وجدهم خفاف العقول ، ضعاف الأحلام فدعاهم إلى الضلالة فأطاعوه { إنهم كانوا قوما فاسقين } أي خارجين عن طاعة الله .

وذلك هو ديدن الطغاة المجرمين من الساسة الظلمة في كل زمان . أولئك الذين يستخفون عقول مستخدميهم من الزبانية المتجبرين الجلادين ليحملوهم على التصدي للداعين إلى دين الإسلام بالقمع والقهر والصد والتنكيل .

إن الحكام الطغاة من جبابرة الأرض المتسلطين على رقاب المسلمين يستغلون في موظفيهم ومستخدميهم من العساكر والمستخبرين والمأمورين الجهلة تفاهة هممهم . ومروءاتهم وهوان عقولهم فضلا عن موات الضمائر في صدورهم ليسخروهم في تحطيم الدعوة إلى دين الإسلام ، والقضاء على الدعاة إلى الله ليبيدوهم أو ينكلوا بهم تنكيلا .