فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (54)

{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ } أي حملهم على خفة الجهل والسفه ، بقوله وكيده ، واستفزهم بالقول ، واستزلهم وعمل فيهم كلامه ، وقيل : طلب منهم الخفة في الطاعة وهي الإسراع ، قال ابن الأعرابي المعنى فاستجهل قومه فأطاعوه لخفة أحلامهم ، وقلة عقولهم ، فقال استخفه الفرح ، أي أزعجه ، استخفه أي حمله ، ومنه { وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } ، وقد استخف بقومه وقهرهم حتى اتبعوه وعزروه وقيل استخف قومه أي وجدهم خفاف العقول ، فصيغة الاستفعال للوجدان ، وفي نسبته إلى القوم تجوز .

{ فَأَطَاعُوهُ } فيما أمرهم به وقبلوا قوله وكذبوا موسى { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } أي خارجين عن طاعة الله .