روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{مَا خَلَقۡنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (39)

{ مَا خلقناهما } أي وما بينهما { إِلاَّ بالحق } استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما خلقناهما ملتبسين بشيء من الأشياء إلا ملتبسين بالحق فالجار والمجرور في موضع الحال من الفاعل ، وجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول ، والباء للملابسة فيهما ، وجوز أن تكون للسببية ، والاستثناء مفرغ من أعم الأسباب أي ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذي هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء والملابسة أظهر { ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } تذييل وتجهيل فخيم لمنكري الحشر وتوكيد لأن إنكارهم يؤدي إلى إبطال الكائنات بأسرها { وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } ولهذا قال المؤمنون : { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلا سبحانك فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ آل عمران : 191 ] .

/خ38

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مَا خَلَقۡنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (39)

ومراد { ما خلقناهما إلا بالحق } أي من أجل الحق ، أو لإقامة الحق وإظهاره بإفراد الله بالعبادة والإذعان له بالخضوع والطاعة .

قوله : { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة فهم

لاهون غافلون ، سادرون في الضلال ، موغلون في حب الشهوات وزينة الحياة الدنيا .