الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَا خَلَقۡنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (39)

ينبه جل خلقه على صحة كون البعث والثواب والعقاب ، وأنه لم يخلق الخلق عبثا ، بل خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا وأقبل للطاعة ، فيجازي المحسن بالإحسان والمسيء بما أراد ، وهو قوله : { ما خلقناهما إلا بالحق } أي للحق والعدل .

{ ولكن أكثرهم لا يعلمون } أي : أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون أن الله خلق ( ذلك لذلك ){[62224]} فهم لا يخافون عقابا ( ولا يرجعون لتكذيبهم ){[62225]} بالمعاد والثواب والعقاب .

وذهب أبو حاتم إلى جواز الوقف على ( تبع ) . يقدر أن قوله : ( والذين من قبلهم أهلكناهم ) مبتدأ{[62226]} وخبره{[62227]} ، كأنه يجعل المهلكين هم الذين كانوا من قبل قوم تبع ( لا قوم تبع ){[62228]} . والوقف عند غيره ( أهلكناهم ) على أن يكون الذين عطف على ( قوم ){[62229]} وأتم{[62230]} منه ( مجرمين ){[62231]} .


[62224]:(ح): (لهم ذلك).
[62225]:(ت): (ولا يرجون ثواب تكذيبهم).
[62226]:(ت): (مبتدؤ).
[62227]:انظر القطع والإئتناف 755، والمكتفي 514، ومنا رالهدى 288، والمقصد 78.
[62228]:ساقط من (ح).
[62229]:انظر القطع والإئتناف 655، والمكتفى 514.
[62230]:(ح): (واثم)، وهو تصحيف.
[62231]:انظر القطع والإئتناف 655، والمكتفى 514.