تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَا خَلَقۡنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (39)

الآية 39 وقوله تعالى : { وما خلقناهما إلا بالحق } قال بعضهم : إلا لإقامة الحق . وقال بعضهم إلا لأمر كائن مراد . وأصل الحق هو أن يُحمد عليه فاعله في العاقبة ، والباطل هو ما يُذمّ عليه فاعله ، وإنما خلق ، جلّ ، وعلا ، ما ذكر ليُحمد على فعله ، لا ليُذَمّ . ولو لم يكن القصد في خلقهم إلا الإفناء والإهلاك لكان لا يُحمد عليه ، ولكن يُذمّ على ما ذكرنا .

وقوله تعالى : { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنهما لم يُخلقا باطلا وعَبثا ، وهو ما ظنُّهم ، والله أعلم .