السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَا خَلَقۡنَٰهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (39)

{ ما خلقناهما } أي : السماوات والأرض مع ما بينهما وقوله تعالى : { إلا بالحق } حال إما من الفاعل وهو الظاهر ، وإما من المفعول أي : إلا محقين في ذلك يستدل به على وحدانيتنا وقدرتنا وغير ذلك ، أو متلبسين بالحق { ولكن أكثرهم } أي : هؤلاء الذين أنت بين أظهرهم وهم يقولون : { إن هي إلا موتتنا الأولى } وكذا من نحا نحوهم { لا يعلمون } أي : إنا خلقنا الخلق بسبب إقامته الحق عليهم فهم لأجل ذلك يجترؤون على المعاصي ويفسدون في الأرض لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً ، ولو تذكروا ما ذكرناه في جبلاتهم لعلموا علماً ظاهراً أنه الحق الذي لا معدل عنه ، كما يتولى حكامهم المناصب لأجل إظهار الحكم بين رعاياهم ويشترطون الحكم بالحق ويؤكدون على أنفسهم أنهم لا يتجاوزونه .