روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } بمرأى منا . وكني به عن الحفظ أي تجري في ذلك الماء بحفظنا وكلاءتنا ، وقيل : بأوليائنا يعني نوحاً عليه السلام ومن آمن معه يقال : مات عين من عيون الله تعالى أي ولي من أوليائه سبحانه ، وقيل : بأعين الماء التي فجرناها ، وقيل : بالحفظة من الملائكة عليهم السلام سماهم أعيناً وأضافهم إليه جل شأنه والأول أظهر ، وقرأ زيد بن علي . وأبو السمال بأعينا بالإدغام .

{ جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ } أي فعلنا ذلك جزاءاً لنوح عليه السلام فإنه كان نعمة أنعمها الله تعالى على قومه فكفروها وكذا كل نبي نعمة من الله تعالى على أمته ، وجوز أن يكون على حذف الجاء وإيصال الفعل إلى الضمير واستتاره في الفعل بعد انقلابه مرفوعاً أي لمن كفر به وهو نوح عليه السلام أيضاً أي جحدت نبوته ، فالكفر عليه ضد الإيمان ، وعلى الأول كفران النعمة ، وعن ابن عباس . ومجاهد من يراد به الله تعالى كأنه قيل : غضباً وانتصاراً لله عز وجل وهو كما ترى ، وقرأ مسلمة بن محارب كفر بإسكان الفاء خفف فعل كما في قوله

: لو عصر منه البان والمسك ( انعصر ) *** وقرأ يزيد بن رومان . وقتادة . وعيسى { كُفِرَ } مبنياً للفاعل فمن يراد بها قوم نوح عليه السلام لا غير ، وفي هذه القراءة دليل على وقوع الماضي بغير قد خبراً لكان وهو مذهب البصريين وغيرهم يقول لا بد من وقوع قد ظاهرة أو مقدرة ، وجوز أن تكون { كَانَ } زائدة كأنه قيل : جزءاً لمن { كُفِرَ } ولم يؤمن .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر }

{ تجري بأعيننا } بمرأى منا ، أي محفوظة { جزاءً } منصوب بفعل مقدر ، أي أغرقوا انتصاراً { لمن كان كفر } وهو نوح عليه السلام ، وقرئ كفر بالبناء للفاعل ، أي أغرقوا عقاباً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

قوله : { تجري بأعيينا } أي تجري السفينة وسط المياه العظيمة المائجة المضطربة { بأعيننا } أي بحفظنا وكلاءتنا ، وعلى مرأى منا فلا يمسهم سوء ولا أذى . وهذه واحدة من معجزات كونية مقدورة قد كتبها الله لتنجيه الفئة القليلة من المؤمنين . وذلكم النصر يكتبه الله لعباده المؤمنين المتقين الصابرين الذين تحيط بهم الشدائد والمخاوف والمكاره من كل جانب ، وهم بالرغم من كل ذلك سائرون على هدى من الله ، ما ضون على طريقه المستقيم ، يدعون الناس إلى منهج الله القويم ، ثابتين صابرين غير مرتابين ولا مترددين .

قوله : { جزاء لمن كان كفر } جزاء ، منصوب على أنه مفعول لأجله . أي فعل الله بقوم نوح ما فعل من التغريق والاستئصال بالطوفان ، عقابا لهم على كفرهم بالله وجحودهم آلاءه ونعمه وتكذيبهم ورسوله ، وصدهم عن سبيله صدودا .