فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا } أي بمنظر ومرأى منا وحفظ لها ، كما في قوله : { واصنع الفلك بِأَعْيُنِنَا } [ هود : 37 ] وقيل : بأمرنا ، وقيل : بوحينا ، وقيل : بالأعين النابعة من الأرض ، وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها { جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ } قال الفراء : فعلنا به وبهم ما فعلنا من إنجائه وإغراقهم ثواباً لمن كفر به وجحد أمره ، وهو نوح عليه السلام ، فإنه كان لهم نعمة كفروها ، فانتصاب { جزاء } على العلة ، وقيل : على المصدرية بفعل مقدّر : أي جازيناهم جزاء . قرأ الجمهور ( كُفِرَ ) مبنياً للمفعول ، والمراد به نوح . وقيل : هو الله سبحانه ، فإنهم كفروا به ، وجحدوا نعمته . وقرأ يزيد بن رومان وقتادة ومجاهد وحميد وعيسى كفر بفتح الكاف والفاء مبنياً للفاعل : أي جزاء وعقاباً لمن كفر بالله .

/خ17