فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا } أي بمنظر ومرأى منا ، وحفظ مالها ، كما في قوله : واصنع الفلك بأعيننا ، وقيل : بأمرنا ، وقيل : بوحينا ، وقيل : بالأعين النابعة من الأرض ، وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها والأول أولى { جزاء } قال الفراء : فعلنا به وبهم ما فعلنا من إنجائه وإغراقهم : ثوابا ، فالنصب على العلة ، وقيل : أي أغرقوا انتصارا ، وهو تفسير للمعنى ، وقيل : جازيناهم جزاء .

{ لمن كان كفر } به ، وجحد أمره ، وهو نوح عليه السلام ، فإنه كان لهم نعمة كفروها ، إذ كل نبي نعمة على أمته ، قرأ الجمهور كفر مبنيا للمفعول والمراد به نوح ، وقيل : هو الله سبحانه ، فإنهم كفروا به ، وجحدوا نعمته وقرئ كفر بفتح الكاف والفاء مبنيا للفاعل ، أي جزاء وعقابا لمن كفر بالله .