الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } أي بمرأى منّا . مقاتل بن حيان : بحفظنا ، ومنه قول الناس للدموع : عين الله عليك . مقاتل بن سليمان : بوحينا . سفيان : بأمرنا . { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } يعني فعلنا ذلك ثواباً لنوح ، ومجاز الآية : لمن جحد وأنكر وكفر بالله فيه ، وجعل بعضهم { مَن } هاهنا بمعنى ( ما ) ، وقال معناه : جزاء لمن كان كفر من أيادي الله ونعمائه عند الذين غرقهم ، وإليه ذهب ابن زيد ، وقيل : معناه عاقبناهم لله ولأجل كفرهم به .

وقرأ مجاهد { جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } بفتح الكاف والفاء يعني كان الغرق جزاء لمن يكفر بالله ، وكذب رسوله فأهلكهم الله .

وما نجا من الكفّار من الغرق غير عوج بن عنق كان الماء إلى حجزته ، وكان السبب في نجاته على ما ذكر أن نوحاً عليه السلام احتاج إلى خشب ساج للسفينة فلم يمكنه نقلها ، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام . فشكر الله تعالى ذلك له ونجّاه من الغرق .