قوله : «تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا » أي بمَرْأى منَّا . وقال مقاتل : بأعيننا أي بحفظنا ، لقولك : اجْعَل هذا نصب عينك . وقيل : بالأعين النابعة من الأرض . وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة . فقوله : بأعيننا أي ملتبسة بحفظنا{[53996]} ، وهو في المعنى كقوله تعالى : { وَلِتُصْنَعَ على عيني } [ طه : 39 ] .
وقرأ زيد ( بن ) {[53997]} علي وأبو السَّمَّال بأَعْيُنَّا بالإدغام{[53998]} . وقال سفيان{[53999]} : معناه بأمرنا .
قوله : ( جزاء ) منصوب على المفعول له ، نَاصبُهُ ( فَفَتَّحْنَا ) وما بعده .
وقيل : منصوب على المصدر إما بفعل مقدر أي جَازَيْنَاهُم جَزَاءً ، وإما على التجوز بأن معنى الأفعال المتقدمة جازيناهم بها جزاءً .
قوله : { لِمَن كَانَ كُفِرَ } العامة على كُفِرَ مبنيًّا للمفعول ، والمراد بمَنْ كُفِرَ : نوح - عليه الصلاة والسلام - أو الباري تعالى .
وقرأ مُسَيْلَمَةُ{[54000]} بْنُ مُحَارِبٍ كُفْرَ بإسكان الفاء ، كقوله :
لَوْ عُصْرَ مِنْهُ المِسْكُ وَالبَانُ انْعَصَرْ{[54001]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقرأ يزيد بن رومان{[54002]} وعيسى وقتادة : كَفَرَ ، مبنياً للفاعل{[54003]} .
والمراد ب «مَنْ » حينئذ قَومُ نوح . و«كَفَر » خبر كان . وفيه دليل على وقوع خبر كان ماضياً من غير قد{[54004]} . وبعضُهمْ{[54005]} يقول : لا بد من ( قد ) ظاهرةً أو مضمرة{[54006]} .
ويجوز أن تكون كان مزيدة ، وأما كفرهم ففيه وجهان :
أحدهما : أن يكون «كَفَرَ » مثل شَكَرَ تعدى بحرف وبغير حرف ، يقال : شَكَرْتُهُ وشَكَرْتُ لَهُ ، قال تعالى : { واشكروا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } [ البقرة : 152 ] .
وقال : { فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوت } [ البقرة : 256 ] .
الثاني : أن يكون من الكفر لا من الكُفْرَان أي جزاء لمن ستر أمره وأنكر شأنه ، أو جزاء لمن كفر به{[54007]} .
المعنى فعلنا به من إنجاء نوح وإغراق قومه ثواباً لمن كفر به وجُحِدَ أمره وهو نوح - عليه الصلاة والسلام - . وقيل : «مَنْ » بمعنى «ما » أي جزاء لما كان كفر من أيادي ونقمة عند الذين غرقهم ، وجزاء لما صنع بنوحٍ وأصحابه{[54008]} .
واللام في «لِمَنْ » لام المفعول له . والجزاء هنا بمعنى العقاب أي عقاباً لكفرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.