روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (7)

{ فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } المشهور جعل ذلك من باب النسب أي ذات رضا وجوز أن تكون { رَّاضِيَةٍ } بمعنى المفعول أي مرضية على التجوز في الكلمة نفسها وأن يكون الإسناد مجازياً وهو حقيقة إلى صاحب العيشة وجوز أن يكون في الكلام استعارة مكنية وتخييلية على ما قرر في كتب المعاني لكن ذكر بعض الأجلة ههنا كلاماً نفيساً وهو أن ما كان للنسب يؤول بذي كذا فلا يؤنث لأنه لم يجر على موصوف فالحق بالجوامد ونقل عن السيرافي أنع قال يقدح فيما عللوا به سقوط الهاء في { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } وفيه وجهان . أحدهما : أن تكون بمعنى أنها { رَّاضِيَةٍ } أهلها فهي ملازمة لهم راضية بهم والآخر أن تكون الهاء للمبالغة كعلامة وراوية ووجه بإن الهاء لزمت لئلا تسقط الياء فيخل بالبنية كناقة مشلية وكلبة مجرية وهم يقولون ظبية مطفل ومشدان وباب مفعل ومفعال لا يؤنث وقد أدخلوا الهاء في بعضه كمصكة انتهى ثم قال إن هذا حقيق بالقبول ومحصله الجواب بوجه . أحدها : ان راضية هنا فيه ليس من باب النسب بل هو اسم فاعل أريد به لازم معناه لأن من شاء شيئاً ورضى به لازمه فهو مجاز مرسل أو استعارة ويجوز أن يراد أنه مجاز في الإسناد وما ذكر بيان لمعناه الثاني : إن الهشاء للمبالغة ولا تختص بفعال ولذا مثل برواية أيضاً والثالث : أنه يجوز الحاق الهاء في المعتل لحفظ البلية ومصكة أما شاذاً ولتشبيه المضاعف بالمعتل انتهى فاحفظه فإنه نفيس خلا عنه أكثر الكتب .