اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ} (7)

ومعنى { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } ، أي : عيش مرضي ، يرضاه صاحبه .

وقيل : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } ، أي : فاعله للرضا ، وهو اللين والانقياد لأهلها ، فالفعل للعيشة ؛ لأنها أعطت الرضا من نفسها ، وهو اللين والانقياد .

فالعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة ، فهي فاعلة للرضا كالفرس المرفوعة ، وارتفاعها مقدار مائة عام ، فإذا دنا منها ولي الله اتضعت حتى يستوي عليها ، ثم ترتفع ، وكذلك فروع الشجرة تتدلى لارتفاعها للولي ، فإذا تناول من ثمرها ترتفع ، كقوله تعالى : { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [ الحاقة : 23 ] وحيثما مشى من مكان إلى مكان جرى معه نهر حيث شاء .