وقوله تعالى : { مَّلْعُونِينَ } نصب على الذم أي أذم ملعونين أو على الحال من فاعل { لاَ يُجَاوِرُونَكَ } والاستثناء شامل له عند من يرى جواز نحو ذلك ، وقد تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرَ ناظرين إناه } [ الأحزاب : 3 5 ] وجعل ابن عطية المعنى على الحالية ينتفون ملعونين ، وجوز أن يكون حالاً من ضميرهم في قوله تعالى : { أَيْنَمَا ثُقِفُواْ } أي حصروا وظفر بهم ، وكأنه على معنى أينما ثقفوا متصفين بما هم عليه { أُخِذُواْ } أي أسروا ومنه الأخيذ للأسير { وَقُتّلُواْ تَقْتِيلاً } أي قتلوا أبلغ قتل . وقرئ { قاتلوا } بالتخفيف فيكون { تَقْتِيلاً } مصدراً على غير الصدر . واعترض على الحالية مما ذكر بأن أداة الشرط لا يعمل ما بعدها فيما قبلها مطلقاً وهذا أحد مذاهب للنحاة في المسألة ، ثانيها الجواز مطلقاً ، وثالثها جواز تقديم معمول الجواب دون معمول الشرط . وجوز على تقدير كون { قَلِيلاً } حالاً أن يكون { مَّلْعُونِينَ } بدلاً منه . وتعقبه أبو حيان بأن البدل بالمشتق قليل ثم قال : والصحيح أن { مَّلْعُونِينَ } صفة لقليل أي إلا قليلين ملعونين ويكون { قَلِيلاً } مستثنى من الواو في { لاَ يُجَاوِرُونَكَ } والجملة الشرطية صفة أيضاً أي مقهورين مغلوباً عليهم اه ، وهو كما ترى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.