روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا} (61)

وقوله تعالى : { مَّلْعُونِينَ } نصب على الذم أي أذم ملعونين أو على الحال من فاعل { لاَ يُجَاوِرُونَكَ } والاستثناء شامل له عند من يرى جواز نحو ذلك ، وقد تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرَ ناظرين إناه } [ الأحزاب : 3 5 ] وجعل ابن عطية المعنى على الحالية ينتفون ملعونين ، وجوز أن يكون حالاً من ضميرهم في قوله تعالى : { أَيْنَمَا ثُقِفُواْ } أي حصروا وظفر بهم ، وكأنه على معنى أينما ثقفوا متصفين بما هم عليه { أُخِذُواْ } أي أسروا ومنه الأخيذ للأسير { وَقُتّلُواْ تَقْتِيلاً } أي قتلوا أبلغ قتل . وقرئ { قاتلوا } بالتخفيف فيكون { تَقْتِيلاً } مصدراً على غير الصدر . واعترض على الحالية مما ذكر بأن أداة الشرط لا يعمل ما بعدها فيما قبلها مطلقاً وهذا أحد مذاهب للنحاة في المسألة ، ثانيها الجواز مطلقاً ، وثالثها جواز تقديم معمول الجواب دون معمول الشرط . وجوز على تقدير كون { قَلِيلاً } حالاً أن يكون { مَّلْعُونِينَ } بدلاً منه . وتعقبه أبو حيان بأن البدل بالمشتق قليل ثم قال : والصحيح أن { مَّلْعُونِينَ } صفة لقليل أي إلا قليلين ملعونين ويكون { قَلِيلاً } مستثنى من الواو في { لاَ يُجَاوِرُونَكَ } والجملة الشرطية صفة أيضاً أي مقهورين مغلوباً عليهم اه ، وهو كما ترى .