{ مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتّلُواْ تَقْتِيلاً } فهذا فيه معنى : الأمر بقتلهم وأخذهم : أي هذا حكمهم إذا كانوا مقيمين على النفاق والإرجاف . قال النحاس : وهذا من أحسن ما قيل في الآية . وأقول ليس هذا بحسن ولا أحسن ، فإن قوله { ملعونين } إلخ ، إنما هو لمجرّد الدعاء عليهم لا أنه أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقتالهم ولا تسليط له عليهم ، وقد قيل : إنهم انتهوا بعد نزول هذه الآية عن الإرجاف ، فلم يغره الله بهم ، وجملة { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } جواب القسم ، وجملة { ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً } معطوفة على جملة جواب القسم ، أي لا يجاورونك فيها إلاّ جواراً قليلاً حتى يهلكوا ، وانتصاب { مَّلْعُونِينَ } على الحال كما قال المبرد وغيره ، والمعنى مطرودين { أَيْنَمَا } وجدوا وأدركوا { أُخِذُواْ وَقُتّلُواْ } دعاء عليهم بأن يؤخذوا ويقتلوا { تَقْتِيلاً } وقيل : إن هذا هو الحكم فيهم ، وليس بدعاء عليهم ، والأوّل أولى . وقيل معنى الآية : أنهم إن أصرّوا على النفاق لم يكن لهم مقام بالمدينة إلاّ وهم مطرودون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.