تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلٗا} (61)

الآية 61 [ وقوله تعالى : { ملعونين أينما ثقفوا } ]( {[16835]} ) أخبر أنهم ملعونون { أينما ثقفوا } أي مطرودون أينما وجدوا ، ولأن اللعن ، هو الطرد ، { أخذوا وقتلوا تقتيلا } وأنهم يقتلون تقتيلا ، وأنهم { لا يجاورونك فيها إلا قليلا } في ما لا تعلم .

وقوله تعالى : { في قلوبهم مرض } قال بعضهم : هم الزناة ، والمنافقون [ هم المنافقون ]( {[16836]} ) ، والمرجفون ، ليسوا بمنافقين ، ولكنهم قوم كانوا يحبون أن يفشوا الأخبار ، ويقال للإرجاف : هو تشييع الخبر .

وجائز أن يكون المنافق ، هو الذي كان مع الكفرة في السر حقيقة ، والذي في قلبه مرض ، هو الذي في قلبه ريب واضطراب ، لم يكن مع الكفرة لا سرا ولا ظاهرا ، والذي بين الكافر والمنافق .


[16835]:في الأصل وم: و.
[16836]:من م، ساقطة من الأصل.