روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ} (52)

{ وَكُلُّ شيء فَعَلُوهُ } من الكفر والمعاصي ، والضمير المرفوع للأشياع كما روى عن ابن عباس . والضحاك . وقتادة . وابن زيد ، وجملة { فَعَلُوهُ } صفة { شَىْء } والرابط ضمير النصب ، وقوله تعالى : { فِى الزبر } متعلق بكون خاص خبر المبتدا أي كل شيء فعلوه في الدنيا مكتوب في كتب الحفظة غير مغفول عنه ، وتفسير { الزبر } . اللوح المحفوظ كما حكاه الطبرسي ليس بشيء ، ولم يختلف القراء في رفع { كُلٌّ } وليست الآية من باب الاشتغال فلا يجوز النصب لعدم بقاء المعنى الحاصل بالرفع لو عمل المشتغل بالضمير في الاسم كما هو اللازم في ذلك الباب إذ يصير المعنى ههنا حينئذ فعلوا { فِى الزبر } كل شيء إن علقنا الجار بفعلوا وهم لم يفعلوا شيئاً من أفعالهم في الكتب بل فعلوها في أماكنهم والملائكة عليهم السلام كتبوها عليهم في الكتب ، أو فعلوا كل شيء مكتوب { فِى الزبر } إن جعلنا الجار نعتاً لكل شيء ، وهذا وإن كان معنى مستقيماً إلا أنه خلاف المعنى المقصود حالة الرفع وهو ما تقدم آنفاً .