روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

وقوله تعالى : { فِيهَا فاكهة } الخ استئناف مسوق لتقرير ما أفادته الجملة السابقة من كون الأرض موضوعة لنفع الأنام ، وقيل : حال مقدرة من { الأرض } [ الرحمن : 10 ] ، أو من ضميرها ، فالأحسن حينئذٍ أن يكون الحال هو الجار والمجرور ، و { فاكهة } رفع على الفاعلية والتنوين بمعونة المقام للتكثير أي فيها ضروب كثيرة مما يتفكه به { والنخل ذَاتُ الاكمام } هي أوعية التمر أعني الطلع على ما روي عن ابن عباس جمع كم بكسر الكاف وقد تضم ، وهذا في كم الثمر ، وأما كم القميص فهو بالضم لا غير ، أو كل ما يكم ويغطى من ليف وسعف وطلع فإنه مما ينتفع به كالمكموم من الثمر والجمار مثلاً ، واختاره من اختاره ، ومما ذكر يعلم فائدة التوصيف .

هذا ومن باب الإشارة : { فِيهَا فاكهة } من فواكه معرفة الصفات الفعلية { والنخل ذَاتُ الاكمام } [ الرحمن : 11 ] وهي الشجرة الإنسانية التي هي المظهر الأعظم وذات أطوار كل طور مستور بطور آخر .