غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ} (52)

1

ثم ذكر نوعاً آخر من التهديد مع بيان كمال القدرة والعلم فقال { وكل شيء فعلوه في الزبر } أي في صحف الحفظة . قال النحويون : هذا مما التزم فيه الرفع لأن النصب يكون نصاً في معنى غير مقصود بل فاسد إذ يلزم منه أن يكون { كل شيء } مفعولاً { في الزبر } وهذا معنى غير مستقيم كما ترى . وأما الرفع فيحتمل معنيين . أحدهما صحيح مقصود وهو أن يقدر قوله { فعلوهن } صفة ل { شيء } والظرف خبر أي كل شيء مفعول للناس فإنه في الزبر . والآخر أن تقدر الجملة خبر أو يبقى الظرف لغواً فيؤدي الكلام حينئذ مؤدي النصب ، ولا ريب أن الوجه الذي يصح المعنى فيه على أحد الاحتمالين أولى من الذي يكون نصاً في المعنى الفاسد .

/خ55