تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ} (52)

الآية 52 وقوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزُّبُر } من التكذيب والعناد كان في الكتب المتقدمة ؛ أي عن علم بصنيعهم وفعلهم أنشأهم ، وبعث إليهم الرسل .

وهو ردّ على من يقول : إنه لا يعلم ما يكون منهم حتى يكون منهم ذلك ، لأنه لو كان يعلم ذلك لا يحتمل أن يبعث الرسل عليهم السلام إليهم ، ويأمرهم ، وينهاهم ، وهو يعلم أنهم يكذّبون رُسله ، ويخالفون أمره .

فردّ ، وبيّن أنه لم يزل عالما بما كان ، ويكون . وقد بيّنا قبل هذا أنه تعالى بعث الرسل عليهم السلام وإن علم منهم التكذيب والخلاف ، وذلك لأن المنافع والمضارّ راجعة إليهم دونه ، والله أعلم .

وجائز أن يكون معناه : { وكل شيء فعلوه في الزّبر } أي في الكتب التي تكتب عليهم الملائكة ، ويُؤمَرون بالقراءة في القيامة كقوله تعالى : { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } [ الإسراء : 14 ] .