التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا} (96)

قوله : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) بعد أن ذكر النبي ( ص ) للمشركين وجه الاحتجاج عليهم بما بينه لهم من دليل ، أمره الله أن يقول لهم : ( كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ) الله خير شهيدا على كوني صادقا فيما بينته لكم وفيما دعوتكم إليه وما احتججت لكم به ، ومن يكن الله له شهيدا فلا جرم أنه على الحق واليقين . و ( شهيدا ) ، منصوب على الحال ، أو التمييز .

قوله : ( إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ) الله جل وعل محيط علمه بكل شيء فما تخفى عليه في الكون خافية . وهو سبحانه عليم بظواهر القوم وبواطنهم ، ويعلم ما يخفونه في نفوسهم من الاستكبار والحسد فلم يؤمنوا . وفي ذلك من التهديد والوعيد لهم ، والتسلية لرسول الله ( ص ) ما لا يخفى{[2750]} .


[2750]:- روح المعاني جـ8 ص 174 وتفسير الرازي جـ21 ص 61.