التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} (56)

قوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } جواب ، خبر كان . واسمها { إِلَّا أَن قَالُوا } أي إلا قولهم . والمعنى : لم يكن لدى قوم لوط من جواب لما نهاهم عنه لوط من فعل الخبائث وهو إتيان الذكران ، إلا أن قال بعضهم لبعض : { أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } لقد حرض بعضهم بعضا على إخراج آل لوط من قريتهم محتجين بأنهم أناس أطهار يتنزهون عن الفحش والقذر وهو إتيان الذكور . قالوا ذلك استهزاء وتهكما . وذلك هو خلق الفاسقين الفجار ، إذ يعيبون الصالحين الأبرار من أولي الطبائع السليمة ؛ لكونهم أولي طهر وعفة واستبراء ، فبات الطهر والفضيلة والحياء في تصور هؤلاء المسفين عيبا ونكرا . لا جرم أن قوم لوط أشقياء مقبوحون وهم أولوا طبائع سقيمة ، خالطها الإسفاف والالتواء والشذوذ فكانوا مثار استهجان واستقذار كلما ذكرتهم الأجيال والأمم عبر تاريخهم المتعاقب الطويل .