التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( 15 ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ( 16 ) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

ذلك إطراء من الله لعباده الصالحين ، أولي الطبائع السليمة والفِطَر المستقيمة الذين يصدقون بآيات ربهم ، وإذا وُعظوا بها لانت قلوبهم لذكر الله وآياته ، وأجهشوا في الخشوع والانفعال ، وبادروا الخرور ساجدين لله ، ونزهوه سبحانه عما لا يليق به من النقائص ومعيب الصفات ، وأثنوا عليه حامدين له { وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ } أي عن الإيمان بالله وعن طاعته والتزام شرعه وأوامره ، بل إنهم يستجيبون لله طائعين مخبتين ، لا يثنون ولا يترددون .