فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

وجملة : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بئاياتنا } مستأنفة لبيان ما يستحق الهداية إلى الإيمان ، ومن لا يستحقها . والمعنى : إنما يصدق بآياتنا وينتفع بها { الذين إِذَا ذُكّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً } لا غيرهم ممن يذكر بها ، أي يوعظ بها ولا يتذكر ولا يؤمن بها ، ومعنى { خرّوا سجداً } سقطوا على وجوههم ساجدين تعظيماً لآيات الله وخوفاً من سطوته وعذابه { وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } أي نزّهوه عن كل ما لا يليق به ملتبسين بحمده على نعمه ، التي أجلها وأكملها الهداية إلى الإيمان ، والمعنى : قالوا في سجودهم : سبحان الله وبحمده ، أو سبحان ربي الأعلى وبحمده . وقال سفيان : المعنى صلوا حمداً لربهم ، وجملة { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } في محل نصب على الحال ، أي حال كونهم خاضعين لله ، متذللين له غير مستكبرين عليه .

/خ22