فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

{ إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون 15 }

المستكبرون يحرمون بكبرهم وغرورهم من الهداية ، مصداقا لوعد الله الخبير البصير : )سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين( {[3512]} ، لكن أهل البشرى ينقادون لنداء ربهم ، ويستمعون لحديثه ويتبعون ، وهم من خشية الله مشفقون : )إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم( {[3513]} )فبشر عباد . الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . . ( {[3514]} .

وهكذا بينت الآية الكريمة الخامسة عشرة من هذه السورة المباركة أن الذين سعدوا ، وحبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم هم الذين إذا ذكروا بآيات ربنا وكلماته خشعوا ووعوا واتبعوا ، ولجلال الملك القدوس المهيمن خضعوا .


[3512]:سورة الأعراف. الآية 146.
[3513]:سورة يس. الآية 11.
[3514]:سورة الزمر. من الآية 17، ومن الآية 18.