التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ} (4)

قوله : { إن هو إلا وحي يوحى } أي ما هذا القرآن إلا وحي يوحى إليه من ربه . فالله جل وعلا يوحي بالقرآن إلى جبريل ثم يوحى جبريل به إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول للناس إلا ما أمره الله به فيقوله لهم كاملا دون نقص أو زيادة .

ويستفاد من الآية أن السنة من جملة الوحي الذي أوحى الله به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم . فهي وحي من الوحي ، وذلك من حيث المضمون والمعنى . أما النظم والمبنى فهو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذلك فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختلاف أنواعها يجب العمل بها والتزام أحكامها كالقرآن . ومما يؤيد هذه الحقيقة ما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه . فنهتني قريش فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق " .