الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ} (4)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { وما ينطق عن الهوى } قال : ما ينطق عن هواه ! { إن هو إلا وحي يوحى } قال : يوحي الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد ، فشق عليهم ، قال حبة : إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان ، وهو يقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس ، وأسكنت ابن عمك ؟ فقال رجل يومئذ : ما يألوا يرفع ابن عمه ، قال : فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد شق عليهم ، فدعا الصلاة جامعة ، فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً ، فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ، ثم قرأ { والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } .

وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر » فقال رجل : يا رسول الله وما ربيعة من مضر ؟ قال : «إنما أقول ما أقول » .

وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه » .

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا أقول إلا حقّاً ، قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ، قال : إني لا أقول إلا حقّاً » .

وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبي كثير قال : كان جبريل ينزل بالسنّة كما ينزل بالقرآن .